7 Février 2013
هناك أناس نلتقي بهم خطئا. يغيرون مجرى حياتنا نحو الأحسن ... وآخرون تفرضهم علينا الحياة لا ينفعوننا مثقال جناح بعوضة. فنبدأ بطرح الأسئلة : لماذا نظل نبحث عما نريد فلا نجده إلا فجأة أو هنيهة أو بعد عناء طويل ، بينما يحيط بنا من كل الجوانب من لا يلهمنا ولا يرحمنا ولا حتى من يحرك فينا ساكنا... نتمعن في ذلك فنجد أن الناس كمعادن الأرض، كل ما حولنا الآن أقمشة و خشب و حديد و تراب و "كاوتشو" و "ميكة" و قزدير بينما يستقر الذهب في أغوار الأرض و الألماس في بطن بواطن بلدان إفريقيا السوداء القاحلة ... الناس التي تلهم و تعطي و ترحم و تحب بلا مقابل و تصفح و تعلم و ترقى بك بين النجوم موجودة لكنها نادرة، تتحرك بصمت و تستقر بهدوء على جنبات طرق الحياة المزدحمة، لا تسابق ولا تتطاول ولا تترفع ... لذلك لا نراهم ولا نسمع عنهم وإذا قابلناهم لم نعرف عنهم شيء ... الصمت حكمة و الصامتون حكماء ... الحكماء صامتون، يعتزلون الناس ليحافظوا على أنوارهم، قليلو الضحك، كثيرو التفكير لا يعرفهم و يجالسهم في الناس إلا القليل ... من وجدهم وجد كنز الدنيا ومن لم يجدهم عاش بين الجهال، بين القيل والقال وكثرة السؤال وإهدار المال والبسالة و الحموضة والأعصاب والخوا الخاوي و الشفوي و خوك برصاوي والسماوي ... الله يداوي ... الله يداوينا بالعلم و العلماء ويرزقناالحكمة و يجعلنا من الحكماء ... ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا